كابادوكيا أو ما تسمى بـ مدينة العفاريت هي إحدى معجزات الطبيعة والانسان، تقع في منطقة الأناضول وهي تجذب ملايين الزوار سنوياً وتعتبر وجهة مفضلة لعشاق المغامرة والإثارة الباحثين عن التاريخ والثقافة، وتعتبر كابادوكيا من أهم وجهات السياحة في تركيا.
تتميز كابادوكيا بتضاريسها الفريدة والمثيرة التي تشكلت عبر آلاف السنين ويعود بداية تشكلها إلى الفترة الجيولوجية الثالثة حيث ارتفعت جبال طوروس وبدأ النشاط البركاني في هضبة الاناضول مما أدى إلى تشكل طبقة من الطف المغطاة بطبقة رقيقة من الحمم البركانية البازلتية التي تشققت وتكسرت فبدأت تتسرب الأمطار عبر الشقوق مما أدى إلى تآكل تلك الطبقة الناعمة ونتيجة العوامل الجوية وتغيرها (الهواء – ارتفاع وانخفاض درجة الحرارة – الرياح … الخ) تشكلت هذه المخاريط بأشكال مثيرة ومختلفة أما صفاتح الطف التي لم يغطيها البازلتفقد تآكلت ومن ثم بدأ الإنسان بالعمل على إنشاء مدن كبيرة وآمنة فأقام حضارة عظيمة.
تتكون المعالم السياحية في كاباوكيا من مجموعة من المواقع وهي بالمجموع تُسمى كابادوكيا وهي: أورغوب – غورمه – قلاع أورطه حصار و أوج حصار – المدن الباطنية مثل ديرين وأوزكوناك وكايماكلي – وادي اهلارا …الخ.
تعرف على أنواع السياحة في تركيا
أشهر الأماكن السياحية في كابادوكيا:
غورمه:
تقع غورمه في قلب شبكة من الوديان ذات التكوينات الصخرية وكونها مركزاً للمسيحية المبكرة فقد احتوت على عدد كبير من الكنائس والصوامع والاديرة التي جعلتها أهم محطات السياحة في كبادوكيا وقد أقامت وزارة السياحة التركية متحفاً في الهواء الطلق أطلقت عليه اسم متحف غورمه المفتوح كما قامت اليونسكو بإضافتها إلى قائمة التراث العالمي في عام 1985 ميلادي.
تشتهر غورمه الحديثة بانها بلدة زراعية وسياحية ومن أشهر النشاطات فيها ركوب المنطار ورحلة السفاري وقد تسارع المستثمرين لإقامة الفنادق التي غلب الطراز القديم عليها حيث ظهرت الفنادق البوتيكية التي تم إنشاؤها من الكهوف القديمة لتعطي للزائر تجربة إقامة مأخوذة ومستقاة من طبيعة المنطقة المميزة.
اقرأ أيضاً عن الجوهرة التاريخية بيرغاما
وادي العشاق:
هي منطقة جميلة جداً وإحدى المحطات السياحية في كابادوكيا حيث يقصدها السياح المحليين والأجانب ويمكن الاستمتاع بالوادي من خلال زيارته والتجول في الوادي الذي يبلغ طوله حوالي 4900 متر أما التجربة الثانية فتكون من الأعلى حيث يمكنكم رصف سيارتكم مقابل رسوم بسيطة والذهاب لتجربة الأراجيح والاستمتاع بإحدى المقاهي البسيطة كما يمكنكم التقاط الصور التذكارية الفريدة من نوعها بالإضافة إلى الاستمتاع بممارسة بعض الأنشطة مثل جولات الجمال وجولات السفاري ويمكنكم اقتناء بعض الهدايا التذكارية من الأكشاك المنتشرة هناك.
أورغوب:
هي خير مثال عن حيوية المنطقة حيث يجتمع الماضي مع الحاضر ففيها يمكنكم رؤية البيوت القديمة التي أقامها الانسان القديم في الصخور ممزوجة مع البيوت الاسمنتية فلا تكاد تميز بين ماهو قديم وماهو جديد مشكلة لوحة فسيفسائية تختصر الماضي والحاضر.
تعرف على أشهر الأماكن السياحية في اسطنبول
وادي اهلارا:
هو عبارة عن مضيق يبلغ طوله حوالي 16 كيلومتراً مقطوعاً في الصخور البركانية ويتدفق عبره نهر ميلينديز من الشمال باتجاه الجنوب ويضم الوادي 105 كنائس أقامها الزهاد والعباّد في الصخور وتقع أغلبها على بعد واحد كيلو متر من المدخل الرسمي للوادي ويمكن زيارة 16 كنيسة فقط منها كون الباقيات مغلقات ومايجعل الوادي فريداً كونه مليء بالمساكن والكنائس الصخرية التي تعود للعصر البيزنطي.
مدن ديرين وأوزكوناك وكايماكلي:
يتراوح عدد المستوطنات التي أقامها الانسان تحت الأرض بين 150 – 200 وهي ذات أحجام مختلفة وقد تم بناءها من خلال نحت مادة الطوف الناعمة ليشكلوا غرف متصلة فيما بينها في باطن الأرض جعلوا منها مدناً ولعل أكبر وأعمق هذه المدن هي مدينة ديرين كويو والتي تم افتتاحها لاستقبال الزوار في العام 1965 ميلادي وهي مدينة يصل عمقها إلى 85 متر وتضم أقساماً مختلفة كالاسطبلات والكنائس وقاعات الطعام وغرف للنوم.
استخدم القدماء طوابق المداخل كاسطبلات ومرد ذلك لصعوبة إيصال الحيوانات إلى الطوابق السفلية كما يوجد متاجر والمطابخ وبالنظر إلى عدد المطابخ يتبين أنه لم يكن لدى كل عائلة مطبلخ وأنهم كانوا يستخدمونه بشكل مشترك وفي الطابق الثاني تحت الأرض يوجد مدرسة تبشيرية وحالياً يمكن للزوار اكتشاف عشرة بالمئة فقط من إجمالي مساحة المدينة.
اقرأ مقالتي عن ثانوية كوليلي العسكرية
بالإضافة إلى الجوانب الطبيعية والثقافية، تقدم كابادوكيا أيضًا تجارب سياحية متنوعة ومشوقة حيث أنه بالإضافة إلى استكشاف الكهوف والممرات السرية المخفية تحت الأرض وفوق الأرض يمكن للزوار ركوب الدراجات الجبلية لاستكشاف الوديان والمناظر الطبيعية الجميلة أو يمكنهم الاستمتاع برحلات الطيران الشراعي والقفز المظلي كما يمكن الزوار الاستمتاع بأنشطة مثل ركوب الخيل ورحلات السفاري ناهيكم عن التجربة الأروع وهي ركوب المنطاد والتي توفر متعة مشاهدة المواقع السياحية من الأعلى.
باختصار، تعد كابادوكيا واحدة من الوجهات السياحية الفريدة في العالم حيق تجمع بين الجمال الطبيعي البديع والتاريخ العريق وبين المغامرة والثقافة فسواء أكنت راغباً في اكتشاف المناظر الطبيعية الفريدة أو الاستمتاع بالتراث الثقافي والتاريخي أو تبحث عن المغامرة فإن كابادوكيا ستلبي كل ما سبق ذكره وأكثر.
