بولو إحدى المدن التاريخية والثقافية في البلاد وهي تقع في شمال غرب تركيا، وقد شهدت تاريخًا طويلًا من الحضارات والثقافات المختلفة، وتشتهر بكونها عاصمة الدولة العثمانية الثانية ومقر السلاطين العثمانيين لأكثر من قرنين من الزمن، وتحتوي المدينة على العديد من المعالم التاريخية الرائعة التي تروي تاريخها وماضيها العريق من أبرز هذه المعالم: قلعة بولو – الجامع الكبير – مدينة بيثينيوم القديمة.
بولو تاريخياً:
في القرن الثالث عشر قبل الميلاد كانت بولو تتبع للفريجيين كحال جميع الأراضي الحثّية، وفي القرن السادس قبل الميلاد أخضعها الفرس المنطقة لسيطرتها واستمروا بها إلى أن قام الاسكندر الاكبر في عام 336 قبل الميلاد بالسيطرة عليها وعلى أجزاء كثيرة من الأناضول.
عندما انهارت امبراطورية الاسكندر الأكبر بعد وفاة تأسست مملكة بيثينيا واستناداً للمكتشفات الأثرية التي تعود لتلك المنطقة في تلك الفترة فإن الأشخاص الذين استقروا في قوس نهري سكاريا وفيليوس في نهاية الهجرات التراقية كان يُطلق عليهم اسم “بيثين” التي سيطرت على منطقة شمال غرب الأناضول والتي استمرت إلى أن دخلها الرومان عندئذ قاموا بتغيير اسمها إلى “كلاوديو بوليس”.
تعرف على أنواع السياحة في تركيا
بعد الانتصار التاريخي للأتراك في معركو ملاذكرد عام 1071 ميلادي بدأ العنصر التركي بالانتشار في المنطقة والاستقرار بها، وقد هاجم الأتراك العثمانيين مدينة بولو لأول مرة بقيادة الغازي عثمان وبعد أن سيطر العثمانيين عليها أطلقوا عليها اسم “بول أولوغ” ومع مرور الزمن تغير الاسم ليصبح “بولو”.
نتيجة قرب الموقع الجغرافي لمدينة بولو من عواصم بني عثمان المختلفة أصبحت مسرحاً لتنافس الامراء وكانت أولى الصراعات التي بدأت بعد وفات الشلطان بيازيد الصاعقة كما استضافت بولو المؤسس الثاني للسلطنة العثماني وهو السلطان العثماني محمد جلبي الذي جعلها ذات غدارة منتظمة بعد أن وحّد الامبراطورية العثمانية.
بالإضافة إلى هذا التاريخ العريق للمدينة امتلكت المدينة مناخاً مميزاً بسبب موقعها الجغرافي فهي تمتلك مناخ غرب البحر الأسود بالإضافة إلى أنها تمتلك مناخ مرمرة والأناضول الوسطى لذلك فهي تتمتع بجمال طبيعي خلاب، حيث تحيط بالمدينة التلال الخضراء والغابات الجميلة ويكفي ان تعلم ان 55% من أراضيها مغطاة بالغابات والتي من أشهرها: غابات كاراديريه – غابات آلاداغ – غابات سابان وينتشر فيها عدد متنوع من الأشجار الباسقة الطول وذات القوان الصلب مثل شجر الزان – الحور – البلوط – الزيزفون – الدردار – الصنوبر الاسكتلندي … الخ، و هي غنية أيضاً بالبحيرات ومن أشهر بحيراتها : أبانت – يدي غولّار – بحيرة غيريده.
اكتشف معنا متعة السفر والمغامرة في فتحية
أشهر الأماكن السياحية والاصطيافية:
تحتضن بولو العديد من المعالم السياحية الرائعة التي تجذب الزوار من جميع أنحاء العالم:
1- قلعة بولو – غيريده:
تبعد حوالي 20كم عن غيريده وهي تتموضع على تلة صخرية تشرف وتتحكم القرى المحيطة بها وهي تعود إلى الحقبة البيزنطينية وفي عام 1992 ميلادي قامت جمهورية تركيا بترميم القلعة للحفاظ عليها من الزوال.
2- بحيرة أبانت:
تشكلت البحيرة على بعد 34 كيلو متر جنوب غرب مدينة بولو على جبال أبانت، وتبلغ مساحة البحيرة حوالي 127 هيكتار وهي ترتفع 1328 متر عن سطح البحر ويتم تغذيتها من المياه الجوفية ويبلغ عمقها حوالي 18 متر.
تتمتع البحيرة بجمال ساحر طيلة أيام السنة وهي مقصد للباحثين عن اللحظات الرومانسية مع الشريك لذلك ننصح بها لرحلات شهر العسل وخصوصاً في فصل الشتاء، أما في فصل الصيف فننصح عملائنا الكرام بزيارتها مع العائلة للاستمتاع بالاسترخاء وسط أحضان الطبيعة مع أفراد العائلة حيث تنخفض فيها درجات الحرارة عن المناطق المحيطة.
اقرأ مقالتي عن أبانت والبحيرات السبع
3- البحيرات السبع:
4-متحف بولو:
يعتبر متحف بولو وجهة رائعة للتعرف على تاريخ وثقافة المدينة والمناطق المحيطة بها، وقد تأسس المتحف في عام 1975م، يحتوي المتحف على مجموعة متنوعة من المعروضات والتي يبلغ عددها 17058 قطعة أثرية منها 3286 قطعة أثرية و1677 إثنوغرافية و 12095 قطعة نقدية موزعة على قاعتين الأولى خاصة بالآثار والثانية بالإثنوغرافيا.
اقرأ مقاتلي عن ريزا
5- مركز كارتال كايا للتزلج:
تشتهر بولو بطبيعتها الخضراء وجمال غاباتها وبحيراتها ودرجات حرارتها المنخفضة صيفاً أما في فصل الشتاء فتمتلك مكانة خاصة وهامة حيث تمتلك أشهر مركز للتزلج في جمهورية تركيا وهو مركز كارتال الذي يقع على بعد 38 كيلو متراً جنوب شرق مركز المدينة.
يمتلك المركز حوالي 1600 سرير وهو يستقبل الزوار بين شهري ديسمبر وأبريل ويمتلك المركز 25 منطقة تزلج مختلفة المنحدرات والمستويات ويبلغ الطول الإجمالي للمسارات 40 كيلومتر ويضم المركزمدربين وموظفين من ذوي الخبرة في مجال التزلج والتزحلق على الجليد، وقد أقيم المركز وفقاً للمعايير الأوروبية لذلك ننصح عشاق الرياضات الثلجية باغتنام فرصة زيارة مركز كايا كارتال.
في الختام، نقول إن بولو تجمع بين الثقافة والتاريخ والطبيعة الساحرة مما يجعلها وجهة سياحية مثالية للسياحة في تركيا.