أنطاكيا- هاتاي

أنطاكيا- هاتاي أو أنطاكية بالتركية: Antakya‏ مدينة تقع على الضفة اليسرى لنهر العاصي على بعد 30 كم من شاطئ البحر المتوسط في محافظة هاتاي التركية، بعد أن خرج الحكم العثماني من الوطن العربي عقب انتهاء الحرب العالمية الأولى كانت أنطاكية تتبع لجمهوية سوريا، ولكن سلطة الاحتلال الفرنسي على سوريا بين 1920 م و 1946 م تخلت عن منطقة لواء الإسكندرون لصالح جمهورية تركيا ومن ضمنها مدينة أنطاكية سنة 1939 م، وذلك تحقيقا لمصالح تركيا ودولة الاحتلال الفرنسي مخالفةً بذلك بنود اتفاقية الانتداب التي كانت تدعي وتتشدق به نافيةً صفة الاحتلال للأراضي السورية، وتنص بنود الانتداب على الحفاظ على وحدة أراضي الدولة المنتدب عليها. وهكذا تقع هذه المدينة اليوم في الأراضي التركية ضمن محافظة هاتاي، ولايزال لواء الإسكندرون يتم رسمه ضمن الخارطة الوطنية السورية كجزء من أراضي البلاد.

اضغط هنا للوصول إلى مقالة: برنامج سياحي خاص بـ التسوق

لأنطاكية أهمية كبيرة لدى المسيحيين في الشرق، فهي أحد الكراسي الرسولية إضافة إلى روما والإسكندرية والقسطنطينية والقدس، وبطاركة الطوائف التالية يلقبون ببطريرك أنطاكية: السريان الأرثوذكس، الأرثوذكس الشرقيون، السريان الكاثوليك، الروم الكاثوليك، السريان الموارنة.

كانت أنطاكيا – هاتاي تلقب بـ «تاج الشرق الجميل» و«أروع مدن الشرق» ولم تكن عاصمة إدارية وثقافية وعسكرية فحسب، بل كانت عاصمة تجارية فكانت محظة هامة من محطات طريق الحرير ومهداً للديانة المسيحية وقد برزت أهميتها المسيحية باكرًا حسبما يذكر سفر الأعمال.

اقرأ أيضاً عن ثانوية كوليلي العسكرية

كانت الجماعات المسيحية في البداية تتواجد في المدن الكبرى، ويرأسها الأسقف الذي هو أحد تلامذة السيد المسيح أو أحداً ممن انتدبهم التلامذة، وبعد تزايد عدد المسيحيين اختار الأساقفة معاونين لهم ذوي صلاحيات رعائية وأطلقوا عليهم لقب القساوسة مفردها قس، فأصبحت ولاية الأسقف تشمل رقعة جغرافية معينة، وذلك بسبب تزايد أعداد المسيحيين وانتشارهم في المدن الصغرى والأرياف. كل ذلك جعل أسقفاً واحداً غير قادر على إدارة جميع الرعايا، فظهرت أسقفيات جديدة، أي يقوم أسقف أو أكثر بتعيين أسقف على ولاية جغرافية جديدة شرط أن تحوي كنائس ذات حجم كاف، ولكن صلاحيات الأسقف الجديد (الأصغر) في القضايا الخطيرة وفي الروابط الثقافية ظلت محدودة وارتبط الأسقف بالكنيسة الأم التي تفرّع عنها، وهكذا ظهرت علاقة بين أسقفيات أم و أسقفيات بنت.

اضغط هنا للوصول إلى مقالتي عن خطوات تنظيم برنامج سياحي

لا يزال حتى الآن يعيش في أنطاكيا – هاتاي واحدة من أقدم الجماعات المسيحيّة في العالم، وهم الروم الأنطاكيون وهم مسيحيون عرب ويتبعون لـبطريركية أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس وكنيسة الروم الملكيين الكاثوليك، وتعتبر البلدة القديمة في مدينة أنطاكية نواة ومهد هذه الجماعة، وفي أوائل القرن العشرين هاجر عدد كبير من مسيحيي الشرق فانتشر عدداً كبيراً من أبناء هذه الجماعة في المهجر وخصوصًا في الأمريكتين.

يتحدث الروم الأنطاكيون في عصرنا الحالي اللغة التركية اما اللغة الكنسية فهي غالبًا اللغة اليونانية بجانب اللغة التركية أو العربية. وحسب احصائيات عام 2008 ميلادي يعيش في تركيا حوالي 18,000 نسمة مسيحي عربي (رومي أنطاكي)، وينتشرون في إسطنبول واسكندرون ومرسين وأضنة والسويدية ويتحدثون باللغة العربية والتركية.