مسجد آيا صوفيا

مسجد آيا صوفيا أو جامع آيا صوفيا، هو مبنى تاريخي تم إنشاؤه في العصر البيزنطي عام 537م، في عهد الامبراطور جستنيان الأول ليكون كاتدرائية للبطريركية الأرثذوكسية، ويجسد البناء عظمة العمارة البيزنطينية حيث تعتبر قبة مسجد آيا صوفيا أول قبة معلقة بالكامل في جميع أنحاء العالم وكانت أكبر كاتدرائية مسيحية في العالم حتى عام 1453م عندما فتح المسلمون القسطنطينية بقيادة السلطان محمد الفاتح الذي أمر برفع الأذان فيها وصلى فيها ايذاناً بجعلها مسجداً جامعاً، وبقي المسجد الرئيسي لمدينة اسطنبول حتى عام 1616م حين اكتمل بناء جامع السلطان أحمد المقابل لها.

استمر المبنى مسجداً حتى عام 1931م حين أمر رئيس الجمهورية التركية باغلاق المسجد أمام المصلين وفي عام 1935م افتتح البناء أبوابه ثانية ولكن بصفته متحفاً واستمر باستقبال الوافدين حتى عام 2020م، وحسب احصائيات وزارة السياحة في تركيا  لعام 2015م جذب المتحف ما يزيد عن ثلاث ملايين سائح ليحتل المركز الأول بين متاحف تركيا وفي عام 2019م أيضاً احتل المركز الأول.

في يوليو 2020 ألغى مجلس الدولة التركي قرار مجلس الوزراء الصادر عام 1934 والقاضي بتحويل المسجد إلى متحف استناداً لعدم شرعية المرسوم لأن آيا صوفيا حسب القانون العثماني والتركي كان ملكاً لشخصية السلطان العثماني، وقد لاقى القرار جدلاً واسعاً عالمياً بين منتقد له كدول الاتحاد الأوربي ورؤساء الطوائف المسيحية ومنظمة اليونسكو في حين رحبت به الدول والهيئات الاسلامية.

تعرف على خطوات تنظيم برنامج سياحي

استناداً لقانون العالم القديم عندما يتم فتح المدينة عنوةً فإن جميع مرافق المدينة تنتقل ملكيتها إلى الفاتحين الجدد وهذا ماحدث بين العثمانيين والبيزنطينيين، فالسلطان محمد الفاتح أمر برفع الآذان فيه وجعله مسجداً جامعاً للمسلمين، وأوقف المكان باعتباره قيصراً للروم وصاحب السلطة العليا للمدينة.

الهندسة المعمارية لمسجد آيا صوفيا:

هو بناء حجري يحتوي على مفاصل من الطوب والملاط (هي مادة على شكل عجينة تصبح صلبة بعد أن تجف وتستخدم لملء الفراغات بين الحجر)، ويقوم الهيكل الأساسي لآيا صوفيا على قبة رئيسية كبيرة ترتكز على مثلثات ومدعومة بقبتين وهناك فناء ذي أعمدة يفضي إلى ساحة الكنيسة.

يبلغ ارتفاع القبة 55.6 متر عن مستوى الأرض ويترواح قطر القبة بين 30.86 متر و 31.24 متر، وتضم حوالي 40 نافذة ساعدت في إدخال النور إلى الداخل كمان ساهمت في تقليل وزنها، وقد تم رفع القبة على أربعة دعامات منحنية لأعلى (تجاه القبة)، وتشتهر قبة آيا صوفيا بالضوء الذي ينعكس داخل الصحن مما يُعطي القبة مظهر القبة المعلقة، وقد أثارت القبة اهتمام الكثيرين بسبب الطريقة المبتكرة في تشييدها.

عناصر آيا صوفيا:

جناح الامبراطورة:

يقع جناح الامبراطورة فوق الباب الامبراطوري وكانت الامبراطورة وسيدات البلاط يشاهدن مايدور أدناه.

الباب الامبراطوري:

هو اكبر أبواب آيا صوفيا وهو الباب الذي يستخدمه الامبراطور بالإضافة إلى حارسه الشخصي وحاشيته، ويعود تاريخه إلى القرن السادس الميلادي ويبلغ طوله حوالي 7 أمتار.

الباب الرخامي:

كان يستخدم هذا الباب للدخول والخروج إلى غرفة الاجتماعات من قبل المشاركين بالاجتماعات الرسمية لمسؤولي البطريركية وقد تمت زخرفته بأشكال الفواكه الأسماك.

الباب الجميل: 

هو أقدم عناصر آيا صوفيا ويعود للقرن الثاني قبل الميلاد ويُقال أن الامبراطور ثيوفيلوس قد وضعه في المخرج الجنوبي للممر الداخلي بعد أن جلبه من معبد وثني في طرسوس – كيليكيا التابعة لمرسين.

اقرأ أيضاً مقالتي عن أشهر الأماكن السياحية في اسطنبول

جرتي التطهير:

هما جرتان ضخمتان وقد نُحتتا من كتل واحدة من الرخام وقد أحضرهما السلطان مراد الثالث من بيرغاما التابعة لأزمير.

اللوحات الفسيفسائية:

تذخر آيا صوفيا باللوحات الفسيفسائية وهي تعود لما قبل الفتح العثماني للمدينة فعلى المدخل الجنوبي الغربي توجد لوحة فسيفسائية للسيدة العذراء وهي جالسة على عرش بلا ظهر وقدماها ترتكزان على قاعدة مزينة بالأحجار الكريمة وفي حضنها الطفل المسيح حاملاً في يده اليسر لفافة، وهناك لوحة فسيفسائية مماثلة لها على قبة الحنية.

وهناك لوحة أخرى فوق البوابة الامبراطورية وهي تجسد شخصية الامبراطور ليو السادس أو قسطنطين السابع وهو ينحني أمام السيد المسيح الذي يجلس على عرش مرصّع بالجواهر ويمسك بيده اليسرى كتاباً مفتوحاً منقوش عليه: “السلام عليكم، أنا نور العالم”، وتزين جدران آيا صوفيا الكثير من اللوحات الفسيفسائية التي تعود للحقبة البيزنطينيية.

أعمال على غرار آيا صوفيا:

هناك العديد من الكنائس البيزنطينية التي صُممت على غرار آيا صوفيا مثل كنيسة آيا صوفيا في سالونيك وكاتدرائية القديس مارك في البندقية وكنيسة كرونشتادسكي البحرية في سانت بطرسبرغ، كما حاكاها عدد من معماريي العثمانيين أثناء إنشائهم لعدد من المساجد العثمانية مثل مسجد سليمان القانوني ومسجد بايزيد الثاني ومسجد السلطان أحمد يعد إضافة بعد التعديلات البسيطة مثل إحاطة القبة المركزية بأربعة قباب بدلاً من اثنتين.

تعرف على أفضل مطاعم الافطار في اسطنبول

ساعات استقبال الزوار:

يبدأ الجامع استقبال زوراه من التاسعة صباحاً وحتى السادسة مساء ويتوقف عن استقبال الزوار وقت الصلوات الخمس وأثناء صلاة الجمعة بالإضافة إلى أيام شهر رمضان.

كيفية الوصول إلى المسجد:

تمتاز منطقة السلطان أحمد بالازدحام طيلة السنة ويمكن الوصول إليها سيراً على الأقدام أو باستخدام الترام حيث يصعب الوصول إليها بالسيارة كون السلطات المحلية حفاظاً منها على موروثها الثقافي والحضاري قامت بالحد من حركة الآليات.